Return to Website

"المجهول"
Almajhool2000@hotmail.com

لاضافة تعليقاتكم اضغط هنا
<bgsound src="sample.wav" loop="1">

"المجهول"
Almajhool2000@hotmail.com
Start a New Topic 
Author
Comment
رسالة في ليلة التنفيذ





أبتاه ماذا قد يخط بناني ************* و الحبل و الجلاد منتظران

هذا الكتاب إليك من زنزانة ************ مقرورة صخرية الجدران

لم تبق إلا ليلة أحيا بها *************** وأحس أن ظلامها أكفاني

ستمر يا أبتاه لست أشك في ************ هذا وتحمل بعدها جثماني





الليل من حولي هدوء قاتل *********** والذكريات تمور في وجداني

ويهدني ألمي فأنشد راحتي ************* في بضع آيات من القرآن

والنفس بين جوانحي شفافة *********** دبَّ الخشوع بها فهز كياني

قد عشت أومن بالإله ولم أذق ************** إلا أخيرا لذة الإيمان

شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم ************ فليرفعوه فلست بالجوعان

هذا الطعام المر ما صنعته لي ********* أمي و لا وضعوه فوق خوان

كلا ولم يشهده يا أبتي معي ************* أخوان لي جاءاه يستبقان

مدوا إلي به يدا مصبوغة ************ بدمي و هذي غاية الإحسان

والصمت يقطعه رنين سلاسل *********** عبثت بهن أصابع السجان

ما بين آونة تمر وأختها ************ يرنو إلى بمقلتي شيـــطان

من كوة بالباب يرقب صيده ************ ويعود في أمن إلى الدوران

أنا لا أحس بأي حقد نحوه ************** ماذا جنى فتمسه أضغاني

هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي *********** لم يبد في ظمأ إلى العدوان

لكنه إن نام عني لحظة ************* ذاق العيال مــرارة الحرمان

فلربما وهو المُرَوِّعُ سحنة ************* لو كان مثلى شاعرا لرثاني

أو عاد من يدري إلى أولاده ************ يوماً وذُكِّرَ صورتي لبكاني

وعلى الجدار الصلب نافذة بها ********** معنى الحياة غليظة القضبان

قد طالما شارفتها متأملا *********** في الثائرين على الأسى اليقظان

فأرى وجوما كالضباب مصورا ******** ما في قلوب الناس من غليان

نفس الشعور لدى الجميع وإن همُ ******* كتموا وكان الموت في إعلاني

و يدور همس في الجوانح ما الذي ******* بالثورة الحمقاء قد أغراني ؟

أو لم يكن خيرا لنفسي أن أُرى ********* مثل الجميع أسير في إذعان ؟

ما ضرني لو قد سكت وكلما ********* غلب الأسى بالغتُ في الكتمان

هذا دمي سيسيل يجري مطفئا *********** ما ثار في جنْبَىَّّ من نيران

وفؤادي المَوَّار في نبضاته ************* سيكف في غده عن الخفقان

والظلم باق لن يحطم قيده ************* موتي ولن يودي به قرباني

ويسير ركب البغي ليس يضيره ********* شاة إذا اجتثت من القطعان





هذا حديث النفس حين تشق عن ********** بشريتي وتمور بعد ثوان

وتقول لي إن الحياة لغايةٍ ************ أسمى من التصفيق للطغيان

أنفاسك الحَرَّى وإن هى أُخمدت ********** ستظل تغمر أُفقهم بدخان

وقروح جسمك وهو تحت سياطهم ******** قسمات صبح يتقيه الجاني

دمع السجين هناك في أغلاله ************ ودم الشهيد هنا سيلتقيان

حتى إذا ما أفعمت بهما الربا ********** لم يبق غير تمرد الفيضان

ومن العواصف ما يكون هبوبها ********* بعد الهدوء وراحة الربانِ

إن احتدام النار في جوف الثرى ********* أمر يثير حفيظة البركان

وتتابع القطرات ينزل بعده ************* سيل يليه تدفق الطوفان

فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا ********* أقوى من الجبروت والسلطان

أنا لست أدرى هل ستُذْكَر قصتي **** أم سوف يعروها دجى النسيان ؟

أو أنني سأكون في تاريخنا ************ متآمرا أم هادم الأوثان ؟

كل الذي أدريه أن تجرعي *********** كأس المذلة ليس في إمكاني

لو لم أكن في ثورتي متطلبا *********** غير الضياء لأمتي لكفاني

أهوى الحياة كريمة لا قيد لا ********** إرهاب لا استخفاف بالإنسان

فإذا سقطتُ سقطتُ أحمل عزتي ****** يغلى دم الأحرار في شرياني





أبتاه إن طلع الصباح على الدنى ******* وأضاء نور الشمس كل مكان

واستقبل العصفور بين غصونه*********** يوما جديدا مشرق الألوان

وسمعتَ أنغام التفاؤل ثرة ************* تجري على فم بائع الألبان

وأتى يدق- كما تعود- بابنا ************ سيدق باب السجن جلادان

وأكون بعد هنيهة متأرجحا ********** في الحبل مشدودا إلى العيدان

لِيَكُنْ عزاؤك أن هذا الحبل ما ******** صنعته في هذي الربوع يدان

نسجوه في بلد يشع حضارة ********** و تضاء منه مشاعل العرفان

أو هكذا زعموا وجيء به إلى ******** بلدي الجريح على يد الأعوان

أنا لا أريدك أن تعيش محطما *********** في زحمة الآلام والأشجان

إن ابنك المصفود في أغلاله ********** قد سيق نحو الموت غير مدان

فاذكر حكايات بأيام الصبا *********** قد قلتها لي عن هوى الأوطان

وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى******* تبكى شبابا ضاع في الريعان

وتُكَتِّم الحسرات في أعماقها *************ألما تواريه عن الجيران

فاطلب إليها الصفح عني إنني ********* لا أبتغي منها سوى الغفران

مازال في سمعي رنين حديثها************ ومقالها في رحمة وحنان

أَبُنَيَّ : إني قد غدوت عليلة *********** لم يبق لي جَلَد على الأحزان

فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن ****** بنت الحلال ودعك من عصياني

كانت لها أمنية ريانة ****************** يا حسن أمال لها وأمان

غزلت خيوط السعد مخضلا ولم ******* يكن انتقاض الغزل في الحسبان

والآن لا أدرى بأي جوانح ************* ستبيت بعدى أم بأي جنان





هذا الذي سطرته لك يا أبي ********** بعض الذي يجرى بفكر عان

لكن إذا انتصر الضياء ومُزِّقَتْ ******** بيد الجموع شريعة القرصان

فلسوف يذكرني ويُكبر همتي ******** من كان فى بلدي حليف هوان

وإلى لقاء تحت ظل عدالة *************** قدسية الأحكام والميزان

Re: رسالة في ليلة التنفيذ


الشاعر : هاشم الرفاعي رحمه الله

--- --- --- --- --- --- --- --- ---

Replying to:





أبتاه ماذا قد يخط بناني ************* و الحبل و الجلاد منتظران

هذا الكتاب إليك من زنزانة ************ مقرورة صخرية الجدران

لم تبق إلا ليلة أحيا بها *************** وأحس أن ظلامها أكفاني

ستمر يا أبتاه لست أشك في ************ هذا وتحمل بعدها جثماني





الليل من حولي هدوء قاتل *********** والذكريات تمور في وجداني

ويهدني ألمي فأنشد راحتي ************* في بضع آيات من القرآن

والنفس بين جوانحي شفافة *********** دبَّ الخشوع بها فهز كياني

قد عشت أومن بالإله ولم أذق ************** إلا أخيرا لذة الإيمان

شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم ************ فليرفعوه فلست بالجوعان

هذا الطعام المر ما صنعته لي ********* أمي و لا وضعوه فوق خوان

كلا ولم يشهده يا أبتي معي ************* أخوان لي جاءاه يستبقان

مدوا إلي به يدا مصبوغة ************ بدمي و هذي غاية الإحسان

والصمت يقطعه رنين سلاسل *********** عبثت بهن أصابع السجان

ما بين آونة تمر وأختها ************ يرنو إلى بمقلتي شيـــطان

من كوة بالباب يرقب صيده ************ ويعود في أمن إلى الدوران

أنا لا أحس بأي حقد نحوه ************** ماذا جنى فتمسه أضغاني

هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي *********** لم يبد في ظمأ إلى العدوان

لكنه إن نام عني لحظة ************* ذاق العيال مــرارة الحرمان

فلربما وهو المُرَوِّعُ سحنة ************* لو كان مثلى شاعرا لرثاني

أو عاد من يدري إلى أولاده ************ يوماً وذُكِّرَ صورتي لبكاني

وعلى الجدار الصلب نافذة بها ********** معنى الحياة غليظة القضبان

قد طالما شارفتها متأملا *********** في الثائرين على الأسى اليقظان

فأرى وجوما كالضباب مصورا ******** ما في قلوب الناس من غليان

نفس الشعور لدى الجميع وإن همُ ******* كتموا وكان الموت في إعلاني

و يدور همس في الجوانح ما الذي ******* بالثورة الحمقاء قد أغراني ؟

أو لم يكن خيرا لنفسي أن أُرى ********* مثل الجميع أسير في إذعان ؟

ما ضرني لو قد سكت وكلما ********* غلب الأسى بالغتُ في الكتمان

هذا دمي سيسيل يجري مطفئا *********** ما ثار في جنْبَىَّّ من نيران

وفؤادي المَوَّار في نبضاته ************* سيكف في غده عن الخفقان

والظلم باق لن يحطم قيده ************* موتي ولن يودي به قرباني

ويسير ركب البغي ليس يضيره ********* شاة إذا اجتثت من القطعان





هذا حديث النفس حين تشق عن ********** بشريتي وتمور بعد ثوان

وتقول لي إن الحياة لغايةٍ ************ أسمى من التصفيق للطغيان

أنفاسك الحَرَّى وإن هى أُخمدت ********** ستظل تغمر أُفقهم بدخان

وقروح جسمك وهو تحت سياطهم ******** قسمات صبح يتقيه الجاني

دمع السجين هناك في أغلاله ************ ودم الشهيد هنا سيلتقيان

حتى إذا ما أفعمت بهما الربا ********** لم يبق غير تمرد الفيضان

ومن العواصف ما يكون هبوبها ********* بعد الهدوء وراحة الربانِ

إن احتدام النار في جوف الثرى ********* أمر يثير حفيظة البركان

وتتابع القطرات ينزل بعده ************* سيل يليه تدفق الطوفان

فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا ********* أقوى من الجبروت والسلطان

أنا لست أدرى هل ستُذْكَر قصتي **** أم سوف يعروها دجى النسيان ؟

أو أنني سأكون في تاريخنا ************ متآمرا أم هادم الأوثان ؟

كل الذي أدريه أن تجرعي *********** كأس المذلة ليس في إمكاني

لو لم أكن في ثورتي متطلبا *********** غير الضياء لأمتي لكفاني

أهوى الحياة كريمة لا قيد لا ********** إرهاب لا استخفاف بالإنسان

فإذا سقطتُ سقطتُ أحمل عزتي ****** يغلى دم الأحرار في شرياني





أبتاه إن طلع الصباح على الدنى ******* وأضاء نور الشمس كل مكان

واستقبل العصفور بين غصونه*********** يوما جديدا مشرق الألوان

وسمعتَ أنغام التفاؤل ثرة ************* تجري على فم بائع الألبان

وأتى يدق- كما تعود- بابنا ************ سيدق باب السجن جلادان

وأكون بعد هنيهة متأرجحا ********** في الحبل مشدودا إلى العيدان

لِيَكُنْ عزاؤك أن هذا الحبل ما ******** صنعته في هذي الربوع يدان

نسجوه في بلد يشع حضارة ********** و تضاء منه مشاعل العرفان

أو هكذا زعموا وجيء به إلى ******** بلدي الجريح على يد الأعوان

أنا لا أريدك أن تعيش محطما *********** في زحمة الآلام والأشجان

إن ابنك المصفود في أغلاله ********** قد سيق نحو الموت غير مدان

فاذكر حكايات بأيام الصبا *********** قد قلتها لي عن هوى الأوطان

وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى******* تبكى شبابا ضاع في الريعان

وتُكَتِّم الحسرات في أعماقها *************ألما تواريه عن الجيران

فاطلب إليها الصفح عني إنني ********* لا أبتغي منها سوى الغفران

مازال في سمعي رنين حديثها************ ومقالها في رحمة وحنان

أَبُنَيَّ : إني قد غدوت عليلة *********** لم يبق لي جَلَد على الأحزان

فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن ****** بنت الحلال ودعك من عصياني

كانت لها أمنية ريانة ****************** يا حسن أمال لها وأمان

غزلت خيوط السعد مخضلا ولم ******* يكن انتقاض الغزل في الحسبان

والآن لا أدرى بأي جوانح ************* ستبيت بعدى أم بأي جنان





هذا الذي سطرته لك يا أبي ********** بعض الذي يجرى بفكر عان

لكن إذا انتصر الضياء ومُزِّقَتْ ******** بيد الجموع شريعة القرصان

فلسوف يذكرني ويُكبر همتي ******** من كان فى بلدي حليف هوان

وإلى لقاء تحت ظل عدالة *************** قدسية الأحكام والميزان